العربية العجوزة

هو الواحد لما يبقى عجوز هيعرف يعيش .. الواحد هيبقى مش قادر يعمل حاجة خالص ... يعنى ممكن الواحد ووهو صغير مستنى انه هيكبر وهيبقى قوى.. بس لما يبقى قوى .. يستنى ايه .. انه يبقى ضعيف وهيقدر يستنى انه يبقى ضعيف دا ممكن يموت من الحسرة والزعل ولو ممتش منها هيموت من التعب
كل ما اشوف العربيات الترامكوا افتكر الناس العواجيز وافتكر ان الواحد هيجى عليه يوم وهيبقى عجوز ومكحكح ومش قادر يجرجر رجليه ويبقى ماسك عصايه ... دا كل ما افتكر نفسى وانا صغير دلوقتى .. ابقى مش مصدق .. اومال لو بقيت عجوز ومسكت صورتى وانا صغير هيحصل ايه.. دا الواحد يموت من دلوقتى احسن يا رب ما تخلينى عجوز
كان سواق الترامكوا لسه بيحمل العربية وكل الحاجات دى جت فى بالى لحد ما العربية اتملت بس كانت عربية عجوزة قوى كان باين من شكلها انها ممكن تتقلب بينا
وحمل الترامكوا .. وطلع الترامكوا .. وكان مكانى فى الترامكوا فى الكنبة اللى وراه على طول فى نص وجنب الباب ... وارخم حاجة فى المكان دا .. هو انك تلم الاجرة .. وانا بحب اقعد جنب ومش شرط جنب الشباك .. اى جنب وخلاص
بصيت من الشباك بتاع الباب اللى كان على يمينى كان فى ترعة شكلها جميل قوى .. قد ايه جميل قوى شكل المية لما تيجى عليها الشمس بتبقى الميه شكلها بيلمع وكان نفسى انط فيها .. بس للاسف مش انا اللى نطيت .. او بالاصح اتحدفت ..!
جه اتوبيس كبير قوى وراح مزنق على على الترامكوا والترامكوا فضل يجى على طرف الطريق ويقرب انه ينط من الترعة وكان للاسف جنبى ست ومعاها عيل صغيرلسه بيرضع ..
وخلاص الاتوبيس بيزنق على الترامكوا والناس حسيت وكلهم فى صوت واحد
" يالهووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووى "
يا اسطى حرام عليك هتموتنا
السواق - انا مش معايا فرامل
وطبعا الباب بتاع الترامكوا مجرد ورقة ... وهوب لاقيت الباب اتفتحت .. والست وابنها اللى فى حضنها مش جنبى ...
وقعوا من الترمكوا .. ولسه الاتوبيس بيزنق ع الترامكوا
اول ما الست وقعت .. قومت وقفت وحوالى الناس كلها بتقول " يالهووووووووووووووووووووووى " بس انا قولت الست وقعت والدور عليا
هو انا ممكن اموت ...لالا دا احنا خلاص هنموت ... هموت ... هروح المقبرة ... ربنا هيحاسبنى .. هقوله ايه ...روحت قولت " يالهوووووووووووووووووووى "

لاقيتنى بقول - يا رب انا عيبط.... متخدش على اى حاجة عملتها... انا عيل وغلط... وافتكرت انى دعيت وقولت يا رب ما ابقى عجوز واموت قبل اليوم دا وزى ما يكون ربنا استجاب ... يا رب انا سحبت الدعوة .. عاوز ابقى عجوز .. انا مش عاوز اموت
لحد ما كان فى كومة رملة راح السواق دخل فيها
والناس نزلت تدور على الست وابنها اللى وقعوا يا ترى وقعوا فى المية ولا وقعوا فين
ونزل السواق يتخانق مع السواق بتاع الاتوبيس وطلع ان فى حد من اللى اخر العربية بتاعت الترامكوا يعرف السواق وناده باسمه وقالوه يا " ابن نوال " راح السواق حب يعلموه الادب .. يعلمنا احنا كمان الادب
بس انا لاقيتنى غيرهم كلهم .. نزلت وفضلت ماشى ... مش عارف ماشى فين .. فضلت امشى امشى امشى .. وافكر هو ايه اللى حصل ؟ دى رسالة ؟ ولا دى ايه ؟ وهى الحياة بتخلص فى لحظة كدا ... ووقفت .. وقلت اكيد انا عندى فكرة غلط عن الحياة ... واكيد عندى فكرة غلط عن الموت ! واى انسان عنده فكرة غلط عن حاجة هو فيها ... ااكيد هيبقى تفكيره غلط فى حاجة هو مش فيها !


0 التعليقات:

إرسال تعليق